لا شيء أجود منه غير فتى غدا ... من جوده ......................
أي: غير فتى الفرس من جوده، أي من بعض جوده وإنعامه.
وقوله:«أرسلته» أي: أرسلته إلي، لأنه حمله عليه، «ملء العيون» لأنها لا تقلع عن النظر إليه، يقال: هو يملأ العين والقلب، أي يملأهما حسناً و «مسلماً منها» أي من العيون لا يصاب بها لشهوتها لنقائه وسلامته، وذلك أن أكثر الإصابة بالعين إنما يقع من الحاسد والمبغض بإدارة النظر إلى الشيء.
وقوله:«وكأن كل عجيبة» من أوصافه، «موصولة بتقسم اللحظات» أي: يتفرقها في أقسامه، أي في أجزائه وأعضائه.
وهذه القصيدة من إحسانه المشهور.
وقال البحتري أيضاً في قصيدته التي على الجيم يمدح أبا نهشل بن حميد ويستهديه فرساً:
فأعن على غزو العدو بمنطو ... أحشاؤه طي الكتاب المدرج
إما بأشقر ساطع أغشى الوغى ... منه بمثل الكوكب المتأجج
متسربل شية طلت أعطافه ... بدم فما تلقاه غير مضرج
أو أدهم صافي السواد كأنه ... تحت الكمى مظهر بيرندج
ضرم يهيج السوط من شؤبوبه ... هيج الجنائب من حريق العرفج
خفت مواقع وطئه فلو أنه ... يجري برملة عالج لم يرهج