ولم تأتِ عز أهلَها بالذي أتَتْ ... به جعفرا يوم الهضيباتِ عيرها
أتتّهم بِعير لم تكنْ هجريّةً ... ولا حنطة الشأم المزِيت خميرها
يوم الهضيبات يوم طِخفه وكانت وقعة بين الضباب وبين بني جعفر فكانت للضباب على بني جعفر فقتلوا من بنيِ جعفر سبعة وعشرين رجلا فجاءت نساء بني جعفر فحملن قتلاهم على الإبل فدفنهم. يقول لم تكن العير هجرية تحمل التمر من هجر إلى البحرين ولا عيرا تحمل الحنطة من الشأم التي تخمَّر بالزيت إنما كانت قتلى حلوا على الإبل.
وقال أيضا في غير هذا المعنى:
لولا ارتدافكما الخصّي عشية ... يا ابني حَميضة جئتما في العير
أي لولا أنكما ركبتما الخصي - وهو برذون - فانهزمتما لكنتما بمنزلة هذه العير والقتلى. وقال يذكر نساء القتلى:
وقد أنكَرَتْ أزواجَها إذ رأتْهم ... عراة نساء قد أحرّت صدورُها
رأتْ كمراً مثل الجلاميدِ فتحتْ ... أحاليلها لما اتمأرَّتْ جذورُها