للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما منهما إلا له فيه منّة … تضيق بها الأوهام والبرّ والبحرُ

وقد روى الدراورديّ عن عمرو بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه يعني قال اللَّه ﷿: "إن المؤمن عندي بمنزلة كلّ خير، يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه" (١).

ومرّ محمد بن المنكدر بشابٍّ يغامز (٢) امرأة، فقال: "يا فتى ما هذا جزاء نعم اللَّه عليك " (٣).

وقال حماد بن سلمة عن ثابت قال: قال أبو العالية: "إني لأرجو أن لا يهلك عبد بين اثنتين: نعمة يحمد اللَّه عليها، وذنب يستغفر منه" (٤).

وكتب ابن السماك إلى محمد بن الحسن -حين وُلّي القضاء بالرفة-: "أما بعد، فلتكن التقوى من بالك على كل حال، وخفِ اللَّه من كل نعمة أنعم بها عليك من قلة الشكر عليها مع المعصية بها، فإن في النعمة حجة وفيها تبعة؛ فأما الحجة بها فالمعصية بها، وأما التبعة فيها فقلّة الشكر عليها، فعفا اللَّه عنك كلما ضيعت من شكر أو ركبت من


(١) أخرجه أحمد في "المسند" (٢/ ٣٦١). وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٩٦).
(٢) يغامز مأخوذة من الغَمْز، وهو: الإشارة بالعين والحاجب والجفن. انظر: "لسان العرب" (٥/ ٣٨٨).
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" رقم (٨٦).
(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "الشكر" رقم (٨٨)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٢١٩)، وابن عدي في "الكامل" (٣/ ١٦٣)، والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٤٥١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>