للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرَ في هذهِ الأبياتِ مظنةَ (١) الحسنِ، كما ذكرَ في الصحيحِ مظانهُ (٢) حيثُ قالَ: ((الصحيحُ الزائدُ على الصحيحينِ)) (٣).

وأولُ كلامِ ابنِ الصلاحِ في هذهِ المسألةِ: ((كتابُ أبي عيسى الترمذيِّ أصلٌ في معرفةِ الحديثِ الحسنِ، وهو الذي نوهَ باسمهِ، وأكثرَ من ذكرهِ في " جامعهِ "، ويوجدُ في متفرقاتٍ من كلامِ بعضِ مشايخهِ، والطبقةِ التي قبلهُ، كأحمدَ بنِ حنبلٍ، والبخاريِّ، وغيرهما (٤). وتختلفُ النسخُ من كتابِ الترمذيِّ في قولهِ: ((هذا حديثٌ حسنٌ))، و ((هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ)) ونحو ذلكَ (٥) ... ونصَّ الدارقطنيُّ في " سننهِ " على كثيرٍ من ذلكَ (٦).


(١) قال في الصحاح: ((مظنةُ الشيء: موضعه ومألفه الذي يظن كونه فيه، والجمع المظان)) الصحاح ٦/ ٢١٦٠، وقال في اللسان: ((المظان جمع مظنة - بكسر الظاء - وهي موضع الشيء ومعدنه، مفعلة من الظن بمعنى: العلم)) لسان العرب مادة ((ظنن)).
(٢) زاد بعدها في (ك): ((لأنه)).
(٣) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ١١٨.
(٤) وجد التعبير بالحسن في كلام من هو أقدم منهما، كالشافعي، ومالك، بل من هو أقدم، كإبراهيم النخعي، وشعبة، وعلي بن المديني، وغيرهم.
ولكن الملاحظ على تعابيرهم: أن منهم من أراد المعنى الاصطلاحي، ومنهم من لم يرده.
انظر: نكت الزركشي ١/ ٣٣١، والتقييد والإيضاح: ٥٢، ونكت ابن حجر ١/ ٤٢٤، وبتحقيقي: ٢١٨ - ٢١٩.
(٥) نقل الزركشي ١/ ٣٣٤ عن ابن دقيق العيد أنه قال: ((إن النسخ من كتاب الترمذي تختلف في قوله: حسن صحيح أو حسن، وأكثر ما يعتمده المتأخرون رواية الكروخي، وهي مخالفة في التصحيح لرواية المبارك بن عبد الجبار)).
(٦) أي: من الحسن، إذ قال في بعض الأحاديث: ((إسناده حسن)). انظر على سبيل المثال: سنن الدارقطني ١/ ٤٠ و٦٤، وقال في مواضع: ((إسناد حسن)).
انظر: سنن الدارقطني ١/ ٣٥ و٤٨ و٥٦ و٣١٨ و٣٣٥ و٣٥١ و٢/ ١٧٠ و١٨٨ و١٩٤ و٣/ ٣٢ =

<<  <  ج: ص:  >  >>