وكذلك قوله أيضا، وهو من أحسن ما أتى به من التخلصات؛ وهو في قصيدته التي أولها:
سرب محاسنه حرمت ذواتها «١»
فقال في أثنائها:
ومطالب فيها الهلاك أتيتها ... ثبت الجنان كأنّني لم آتها
ومقانب بمقانب غادرتها ... أقوات وحش كنّ من أقواتها
أقبلتها غرر الجياد كأنّما ... أيدي بني عمران في جبهاتها
الثّابتين فروسة كجلودها ... في ظهرها والطّعن في لبّاتها
فكأنّها نتجت قياما تحتهم ... وكأنّهم ولدوا على صهواتها
تلك النّفوس الغالبات على العلا ... والمجد يغلبها على شهواتها
سقيت منابتها الّتي سقت الورى ... بيدي أبي أيّوب خير نباتها
فانظر إلى هذين التخلصين البديعين؛ فالأول خرج به إلى مدح قوم الممدوح، والثاني خرج به إلى نفس الممدوح، وكلاهما قد أغرب فيه كل الإغراب.
وعلى هذا جاء قوله «٢» :
إذا صلت لم أترك مصالا لفاتك ... وإن قلت لم أترك مقالا لعالم «٣»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute