سأكرم نفسي عنك حسب إهانتي ... لها فيك إذ قرّت وكفّ نزاعها «١»
هي النّفس ما كلّفتها قطّ خطّة ... من الأمر إلّا قلّ منه امتناعها
صدقت لعمري أنت أكبر همّها ... فأجهدها إذ قلّ منك انتفاعها
هب انّي أعمى فأتت الشمس طرفه ... وغيّب عنه نورها وشعاعها
وقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر:[طويل]
رأيت فضيلا كان شيئا ملفّفا ... فكشّفه التمحيص حتى بدا ليا «٢»
فأنت أخي ما لم تكن لي حاجة ... فإن عرضت أيقنت أن لا أخاليا
فلا زاد ما بيني وبينك بعد ما ... بلوتك في الحاجات إلّا تماديّا
فلست براء عيب ذي الودّ كلّه ... ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا
فعين الرضا عن كلّ عيب كليلة ... ولكنّ عين السّخط تبدي المساويا
كلانا غنيّ عن أخيه حياته ... ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا
وكتب أيضا إلى بعض إخوانه: أما بعد: فقد عاقني الشكّ فيك عن عزيمة الرأي في أمرك؛ ابتدأتني بلطف عن غير خبرة، ثم أعقبتني جفاء من غير ذنب، فأطمعني أوّلك في إخائك، وآيسني «٣» آخرك من وفائك؛ فلا أنا في غير الرجاء مجمع لك اطّراحا، ولا أنا في غد وانتظاره منك على ثقة؛ فسبحان من وشاء كشف بإيضاح الرأي في أمرك عن عزيمة الرأي فيك، فأقمنا على ائتلاف، أو افترقنا على اختلاف.
وكتب رجل إلى صديق له: نحن نستكثرك باعتزالك، ونستديم صلتك،