«٢» . وعندك بحمد الله من المعرفة بتصاريف الأمور، والاستدلال بما كان منها على ما يكون، مغنى عن الإكثار في القول. وقد بلغني انصرافك عن العمل على الحال التي انصرفت عليها من رضا رعيّتك ومحبّتهم وحسن ثنائهم وقولهم، لما بقيت من الأثر الجميل عند صغيرهم وكبيرهم، وخلّفت من عدلك وحسن سيرتك في الداني منهم والقاصي من بلدهم؛ فكانت نعمة الله عليك في ذلك علينا، نعمة جلّ قدرها ووجب شكرها. فالحمد لله على ما أعطاك، ومنح فيك أولياءك وأرغم به أعداك، ومكّن لك من الحال عند من ولّاك؛ فقد أصبحنا نعتدّ صرفك عن عملك منحا مجدّدا، يجب به تهنئتك، كما يجب التوجّع لغيرك.
وكتب رجل من الكتاب في تهنئة بحجّ: لولا أنّ عوائق أشغال يوجب العذر بها تفضّلك ويبسطه احتمالك، لكنت مكان كتابي هذا مهنّئا لك بالأوبة، ومجدّدا بك عهدا، ومحييا نفسي بالنظر إليك. وأنا أسأل الله أن يشكر سعيك، ويتقبّل حجّك، ويثبت في علّيين أثرك، ولا يجعله من الوفادة «٣» إليه آخر عهدك.
وكتب بعض الكتّاب: لا مهنّىء أولى ما يكون مهنّئا، تعظيما لنعمه فيما جدّد الله لك يا مولاي بالولاية، منّي؛ إذ كنت أرجو بها انضمام نشري، وتلافي الله بعنايتك المتشتّت من أمري. فهنأك الله تجدّد النعم، وبارك لك