للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر: [طويل]

إذا عيّروا قالوا مقادير قدّرت ... وما العار إلّا ما تجرّ المقادر

وأنشدني سهل عن الأصمعيّ: [رجز]

يا أيها المضمر همّا لا تهمّ ... إنّك إن نقدر لك الحمّى تحتمّ

ولو غدوت شاهقا من العلم ... كيف توقّيك وقد جفّ القلم «١»

وأنشدني غيره: [رجز]

هي المقادير فلمني أو فذر ... إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر

قال أبو يوسف: من طلب الدّين بالكلام تزندق، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب غرائب الحديث كذب. كان مسلم بن أبي مريم- وهو مولى لبعض أهل المدينة وقد حمل عنه الحديث- شديدا على القدريّة «٢» ، عائبا لهم ولكلامهم، فانكسرت رجله فتركها ولم يجبرها، فكلّم في ذلك فقال: يكسرها هو وأجبرها أنا! لقد عاندته إذا. قال رجل لهشام بن الحكم:

أترى الله عزّ وجلّ في فضله وكرمه وعدله كلّفنا ما لا نطيق ثم يعذّبنا؟ فقال هشام: قد، والله، فعل، ولكننا لا نستطيع أن نتكلّم.

حدّثني رجل من أصحابنا قال: صاحب رجل من القدريّة مجوسيّا في

<<  <  ج: ص:  >  >>