للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدنا الرّياشيّ: [طويل]

نهاري نهار الناس حتّى إذا دجا ... لي الليل ملّتني هناك المضاجع

أقضّي نهاري بالحديث وبالمنى ... ويجمعني والهمّ بالليل جامع «١»

وأنشد أبو زيد: [طويل]

كأنّي، إذ أسعى لأظفر، طائر ... مع النجم في جوّ السماء يطير

فتى متلهّى بالمنى في خلائه ... وهنّ وإن حسّنتهنّ غرورا

أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: زعم شيخ من بني القحيف قال: تمنّيت دارا فمكثت أربعة أشهر مغتما للدّرجة أين أضعها. قال الوليد بن عبد الملك لبديح «٢» المغني: خذ بنا في التمنّي فوالله لأغلبنّك. قال: والله لا تغلبني أبدا.

قال: بلى. قال بديح: فإني أتمنّى كفلين من العذاب، وأن يلعنني الله لعنا كثيرا فخذ ضعفي ذلك. قال: غلبتني، لعنك الله. قيل لمزبد: أيسرّك أنّ هذه الجنة لك؟ قال: وأضرب عشرين سوطا. قالوا: ولم تقول هذا؟ قال: لأنه لا يكون شيء إلا بشيء.

الأصمعيّ عن مبشّر بن بشير أن رجلا كان يطلبه الحجّاج فمرّ بساباط «٣» فيه كلب بين حبّين «٤» يقطر عليه ماؤهما. فقال: يا ليتني مثل هذا الكلب، فما لبث ساعة أن مرّ بالكلب في عنقه حبل، فسأل عنه، فقالوا: جاء كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>