للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في «الإحياء» : (قال سعد بن هشام: دخلت على عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها، فسألتها عن أخلاق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقالت: أما تقرأ القرآن؟! قلت: بلى.

قالت: كان خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القرآن.

ولقي الوزير نظام الملك، فأكرمه وعظّمه، وكان بحضرة الوزير جماعة من الأفاضل؛ فجرى بينه وبينهم الجدال والمناظرة فظهر عليهم، واشتهر اسمه، وفوّض إليه تدريس النظامية، وأعجب به أهل العراق، وارتفعت عندهم منزلته.

ثم ترك جميع ما كان عليه، وتصوّف وسلك طريق الزهد والانقطاع، واجتهد في العبادة، وزيارة المشاهد المعظّمة، ووزّع أوقاته على وظائف الخير؛ من ختم القرآن، ومجالسة أهل القلوب، إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى، فتوفي سنة:

- ٥٠٥- خمس وخمسائة هجرية رحمه الله تعالى.

(في) كتابه ( «الإحياء» ) ؛ أي: «إحياء علوم الدين» : (قال سعد بن هشام) بن عامر الأنصاري المدني؛ ابن عمّ أنس بن مالك.

روى عن أبيه، وعائشة، وعنه: زرارة بن أوفى، والحسن، وجميل بن همال. قال النسائي: ثقة. وذكر البخاري أنّه قتل بأرض «بكران» على أحسن أحواله. روى له البخاريّ حديثا واحدا:

(دخلت على عائشة) ؛ الصّدّيقة بنت الصّدّيق (رضي الله تعالى عنها وعن أبيها) أبي بكر، (فسألتها عن أخلاق رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ فقالت: أما تقرأ القرآن؟! قلت: بلى) أقرأ القرآن، (قالت: كان خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلم القرآن) ؛ أي: ما دلّ عليه القرآن؛ من أوامره ونواهيه، ووعده ووعيده.

قال العارف السّهروردي في «عوارف المعارف» : ولا يبعد أنّ قول عائشة «كان خلقه القرآن» فيه رمز غامض، وإيماء إلى الأخلاق الرّبّانيّة؛ فاحتشمت الحضرة الإلهية أن تقول «كان متخلّقا بأخلاق الله» ؛ فعبّرت عن هذا المعنى بقولها

<<  <  ج: ص:  >  >>