وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا بعث أميرا قال:«أقصر الخطبة، وأقلّ الكلام، فإنّ من البيان لسحرا» ...
السين وكسر الرّاء المهملتين- وهي: قطعة من الجيش من مائة إلى خمس مائة، (أو جيشا) هو العدد من الجند مما زاد على ثمان مائة إلى أربعة آلاف، فإن زاد على أربعة آلاف فهو «جحفل» ، وما زاد على ذلك يقال له «جيش جرّار» . وقد نظم ذلك بعضهم؛ فقال:
سريّة سمّ إذا كانت فئه ... من مائة إلى انتها خمس مائه
فإن تزد ف «منسر» ، فإن تزد ... على ثمان مائة «جيش» يعدّ
فإن على أربعة آلاف ... زادت ف «جحفل» بلا خلاف
ما زاد جيش صفه ب «الجرّار» ... دونكها عن شارح «الأذكار»
(بعثهم من أوّل النّهار) ، لأنه بورك له ولأمّته في البكور.
(و) أخرج الطبراني في «الكبير» ، والخطيب في «تاريخه» - بسند فيه جميع بن ثور وهو متروك؛ كما قال الحافظ الهيثمي- عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال:(كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلّم إذا بعث أميرا) على جيش؛ أو نحو بلدة (قال) فيما يوصيه: «أقصر الخطبة) - بضم الخاء- أي: التي يقدّمها المتكلم أمام كلامه على عادتهم في تقديم خطبة على مقصودهم، فليس المراد خطبة نحو الجمعة؛ كما هو جليّ، (وأقلّ الكلام، فإنّ من الكلام لسحرا» ؛ أي: نوعا تستمال به القلوب كما تستمال بالسّحر، وذلك هو السّحر الحلال.
(و) أخرج البخاريّ في «غزوة تبوك» وغيرها، ومسلم في «التوبة» ، وكذا أخرجه أبو داود في «سننه» ؛ عن كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: