للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان صلّى الله عليه وسلّم يتخلّف في المسير، فيزجي الضّعيف ويردف، ويدعو لهم. ومعنى (يزجي الضّعيف) : يسوقه سوقا رفيقا.

وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا قدم من سفر.. بدأ بالمسجد، فصلّى فيه ركعتين، ...

وفيه مشروعية القرعة في القسمة بين الشركاء ... ونحو ذلك.

والمشهور عن الحنفية والمالكية عدم اعتبارها؛ قاله المناوي.

(و) أخرج أبو داود، والحاكم- وقال: على شرط مسلم، وأقرّه الذهبي.

وسكت عليه أبو داود-: كلاهما في «الجهاد» ؛ عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: (كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلّم يتخلّف) أي: يتأخّر (في المسير) ؛ أي في السّفر (فيزجي) - بضمّ أوّله- (الضّعيف، ويردف) نحو العاجز على ظهر الدابّة، أي: دابّته، أو دابة غيره (ويدعو لهم) بالإعانة ونحوها.

ونبّه به على أدب أمير الجيش؛ وهو الرفق بالسير؛ بحيث يقدر عليه أضعفهم، ويحفظ به قوّة أقواهم، وأن يتفقّد خيلهم وحمولهم، ويراعي أحوالهم، ويعين عاجزهم، ويحمل ضعيفهم ومنقطعهم، ويسعفهم بماله وحاله، وقاله ودعائه، ومدده وأمداده.

(ومعنى «يزجي) - بمثناة تحتية مضمومة وزاي معجمة فجيم- (الضّعيف» :

يسوقه سوقا رفيقا) ليلحق بالرّفاق.

(و) أخرج الطبراني في «الكبير» والحاكم- بسند فيه يزيد بن سفيان أبو فروة وهو مقارب الحديث مع ضعف؛ كما قال الحافظ الهيثمي- عن أبي ثعلبة رضي الله تعالى عنه قال:

(كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلّم إذا قدم من سفر) - زاد البخاري في رواية: ضحى؛ بالضمّ والقصر- (بدأ بالمسجد) . وفي رواية لمسلم: كان لا يقدم من سفر إلّا نهارا في الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد (فصلّى فيه ركعتين) . زاد البخاري:

قبل أن يجلس. انتهى. وذلك للقدوم من السفر تبرّكا به، وليستا تحيّة المسجد!

<<  <  ج: ص:  >  >>