للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحلف في أكثر من ثمانين موضعا، وأمره الله تعالى بالحلف في ثلاثة مواضع، في قوله تعالى: قُلْ إِي وَرَبِّي، وقوله تعالى:

قُلْ بَلى وَرَبِّي،

بني النضير، كان عالما؛ وكان أوصى بأمواله في السنة الثالثة للنبي صلى الله عليه وسلّم؛ وهي سبع حوائط، وذلك أوّل وقف في الإسلام؛ كما في «الأوائل» للشيخ علاء الدين علي دده. لكن هذا خلاف المصرّح به في كتب الفقه، والمشهور- كما في «التحفة» ؛ و «شرح الروض» - أنّ أوّل وقف في الإسلام هو وقف سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أرضه التي أصابها بخيبر، وشرط فيها شروطا؛ منها أنّه لا يباع أصلها، ولا يورث، ولا يوهب، وأنّ من وليها يأكل منها بالمعروف؛ أو يطعم صديقا غير متموّل فيه. كما رواه الشيخان.

(وحلف في أكثر من ثمانين موضعا) بصيغ مختلفة؛ فتارة يقول «لا؛ ومقلّب القلوب» ، وتارة يقول «والّذي نفسي بيده» ، وطورا يقول «والّذي نفس أبي القاسم بيده» ، وأكثر أيمانه «لا ومصرّف القلوب» كما سيأتي.

(وأمره الله تعالى) في كتابه المبين (بالحلف في ثلاثة مواضع) من القرآن:

الأول (في قوله تعالى) في سورة يونس وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ أي:

ما وعدتنا به من العذاب والبعث. (قُلْ إِي) - نعم- (وربّى) إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ أي: قل لهم في الجواب هذه الأمور الثلاثة إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فقوله وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ عطف على «إي» ، فهو من مقول القول.

(و) الثاني في سورة سبأ في (قوله تعالى) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ (قُلْ) - لهم- (بَلى) - ردّ لكلامهم وإثبات لما نفوه على معنى ليس الأمر إلّا إتيانها- (وَرَبِّي) لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ فقوله «لتأتينكم» تأكيد لما

<<  <  ج: ص:  >  >>