وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا خطب.. قال:«أمّا بعد» .
(كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلّم إذا صعد المنبر) للخطبة ( [سلّم] ) . قال العلقمي: يسنّ للإمام السلام على الناس عند دخوله المسجد؛ يسلّم على من هناك، وعلى من عند المنبر إذا انتهى إليه، وإذا وصل أعلى المنبر وأقبل على الناس بوجهه يسلّم عليهم، ولزم السامعين الردّ عليه، وهو فرض كفاية.
وسلامه بعد الصعود؛ هو مذهبنا ومذهب الأكثرين، وبه قال ابن عباس، وابن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، والأوزاعي، والإمام أحمد.
وقال مالك وأبو حنيفة: يكره. انتهى. ذكره العزيزي.
(و) في «كنوز الحقائق» للمناوي؛ ورمز له برمز الطبراني:
(كان صلى الله عليه وسلّم إذا خطب؛ قال «أمّا بعد» ) وقد عقد البخاري في «صحيحه» لذلك بابا؛ فقال: باب من قال في الخطبة بعد الثناء «أما بعد» . رواه عكرمة؛ عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما؛ عن النبي صلى الله عليه وسلّم، ثم ذكر بسنده إلى أسماء بنت أبي بكر، قالت: دخلت على عائشة والناس يصلّون، قلت: ما شأن الناس؟
فأشارت برأسها إلى السماء. فقلت: آية!! وفيه، فخطب الناس؛ وحمد الله بما هو أهله ثم قال:«أمّا بعد» ... الخ.
ثم ذكر البخاري بسنده إلى الحسن البصري، عن عمرو بن تغلب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم أتي بمال أو سبي فقسمه.. إلى أن قال: فحمد الله، ثم أثنى عليه، ثم قال «أمّا بعد؛ فو الله إنّي لأعطي الرّجل ... الخ» .
ثم ذكر البخاريّ بسنده إلى عروة بن الزبير أنّ عائشة رضي الله عنها أخبرته أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم خرج ذات ليلة من جوف الليل؛ فصلّى في المسجد، فصلّى رجال بصلاته ... إلى أن قال: فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهّد، ثم قال:«أمّا بعد؛ فإنّه لم يخف عليّ مكانكم ... الخ» .