للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن ثابت قال: كتب فى حجر؟؟؟ ها ولم؟؟؟ وَانْظُرْ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَنَقَطَ عَلَى الشِّينِ وَالزَّايِ أَرْبَعًا وَكَتَبَ (يَتَسَنَّهْ) بِالْهَاءِ. وإن شئت قرأتها فِي الوصل على وجهين: تثبت الهاء وتجزمها، وإن شئت حذفتها أنشدني بعضهم:

فليست بسنهاء ولا رجبية ... ولكن عرايا فِي السنين الجوائح «١»

والرجبية: التي تكاد تسقط فيعمد حولها بالحجارة. والسنهاء النخلة القديمة. فهذه قوة لمن أظهر الهاء إذا وصل.

وقوله وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ إنما أدخلت فِيهِ الواو لنية فعل بعدها مضمر كأنه قال: ولنجعلك آية فعلنا ذلك. وهو كثير فِي القرآن. وقوله «آيَةً لِلنَّاسِ» حين بعث أسود اللحية والرأس وبنو بنيه شيب، فكان آية لذلك.

وقوله «نُنْشِزُها» قرأها زَيْدُ بْن ثابت كذلك، والإنشاز نقلها إلى موضعها.

وقرأها ابن عَبَّاس «ننشرها» . إنشارها: إحياؤها. واحتج بقوله: «ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ» «٢» وقرأها الْحَسَن- فيما بلغنا- (ننشرها) ذهب إلى النشر والطي. والوجه أن تقول: أنشر اللَّه الموتى فنشروا إذا حيوا، كما قال الأعشى:

يا عجبا للميت الناشر «٣»

وسمعت بعض بْني الحارث يقول: كان به جرب فنشر، أي عاد وحيي. وقوله:

فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ جزمها «٤» ابن عبّاس، وهى فى قراءة


(١) هذا الشعر لسويد بن الصامت الأنصارىّ الصحابىّ، يذكر نخله التي يدان عليها. والعرايا جمع العرية، وهى النخلة التي يوهب ثمرها لعامها. وانظر الإصابة، واللسان (عرى) .
(٢) آية ٢٢ سورة عبس.
(٣) قبله:
حتى يقول الناس مما رأوا
وهو من قصيدته التي يقولها فى منافرة علقمة وعامر بن الطفيل. وانظر الصبح المنير ١٠٥
(٤) يريد أنه سكن الميم فى اعلم على أنه أمر من علم والهمزة عليه همزة وصل.