الطحاوىّ فى مقدمة كتاب (معانى الآثار) - على ما فى كشف الظنون-.
«إنه سأله بعض أصحابه تأليفا فى الآثار المأثورة عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأحكام التي يتوهّم فيها أهل الإلحاد والزّندقة أن بعضها ينقض بعضا لقلّة علمهم بناسخها ومنسوخها» .
وقد كتب فى معانى الشعر ثعلب، وأبو الحسن الأخفش سعيد بن مسعده، والأشناندانى، وكذا ابن قتيبة فى كتاب المعاني الكبير. وكتب فيها أيضا أبو عبيد القاسم بن سلّام. ومن قبيل معانى القرآن مجاز القرآن لأبى عبيدة.
وقد كتب فى معانى القرآن كثير من الفحول. يقول الخطيب فى تاريخ بغداد فى صدد الحديث عن معانى القرآن لأبى عبيد، وأنه احتذى فيه من سبقه:
«وكذلك كتابه فى معانى القرآن. وذلك أن أوّل من صنّف فى ذلك- أي فى معانى القرآن- من أهل اللغة أبو عبيدة معمر بن المثنّى، ثم قطرب بن المستنير، ثم الأخفش. وصنف من الكوفيين الكسائىّ، ثم الفرّاء. فجمع أبو عبيد من كتبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء» .
سبب تأليفه:
ومعانى القرآن للفرّاء له قصة. ففى فهرست ابن النديم: «قال أبو العباس ثعلب: كان السبب فى إملاء كتاب الفرّاء فى المعاني أن عمر بن بكير كان من أصحابه، وكان منقطعا إلى الحسن بن سهل، فكتب إلى الفرّاء: إن الأمير الحسن بن سهل ربما سألنى عن الشيء بعد الشيء من القرآن، فلا يحضرنى فيه جواب، فإن رأيت أن تجمع لى أصولا أو تجعل فى ذلك كتابا أرجع إليه فعلت.