، ومن هذا المعنى اشتق الأقدر أي القصير العنق وفرس أقدر يضع حافر رجله موضع حافر يده وقوله تعالى: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ أي ما عرفوا كنهه تنبيها أنه كيف يمكنهم أن يدركوا كنهه وهذا وصفه وهو قوله تعالى:
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وقوله تعالى: أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ أي أحكمه، وقوله تعالى: فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ومقدار الشيء للشىء المقدر له وبه وقتا كان أو زمانا أو غيرهما، قال تعالى: فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ وقوله تعالى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ فالكلام فيه مختص بالتأويل. والقدر اسم لما يطبخ فيه اللحم، قال تعالى: وَقُدُورٍ راسِياتٍ وقدرت اللحم طبخته فى القدر، والقدير المطبوخ فيها، والقدر الذي ينحر ويقدر قال الشاعر:
ضرب القدار نقيعة القدام
(قدس) : التقديس التطهير الإلهى المذكور فى قوله تعالى: وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً دون التطهير الذي هو إزالة النجاسة المحسوسة، وقوله تعالى: وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ أي نظهر الأشياء ارتساما لك، وقيل نقدسك أي نصفك بالتقديس. وقوله تعالى: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ يعنى به جبريل من حيث إنه ينزل بالقدس من اللَّه أي بما يطهر به نفوسنا من القرآن والحكمة والفيض الإلهى، والبيت المقدس هو المطهر من النجاسة أن الشرك، وكذلك الأرض المقدسة، قال تعالى: يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وحظيرة القدس قيل الجنة وقيل الشريعة وكلاهما صحيح فالشريعة حظيرة منها يستفاد القدس أو الطهارة.
(قدم) : القدم قدم الرجل وجمعه أقدام، قال تعالى: وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ وبه اعتبر التقدم والتأخر، والتقدم على أربعة أوجه كما ذكرنا من قبل، ويقال حديث وقديم ذلك إما باعتبار الزمانين وإما بالشرف نحو فلان متقدم على فلان أي أشرف منه، وإما لما لا يصح وجود غيره إلا بوجوده كقولك الواحد متقدم على العدد بمعنى أنه لو توهم ارتفاعه لارتفعت الأعداد، والقدم وجود فيما مضى والبقاء وجود فيما يستقبل، وقد ورد فى وصف اللَّه، يا قديم الإحسان، ولم يرد فى شىء من القرآن والآثار الصحيحة: القديم فى وصف اللَّه تعالى