للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك للإنسان الذي يصير سببا فى وصول الرزق. والرزاق لا يقال إلا اللَّه تعالى، وقوله: وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ أي بسبب فى رزقه ولا مدخل لكم فيه، وقوله: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ أي ليسوا بسبب فى رزق بوجه من الوجوه وسبب من الأسباب. ويقال ارتزق الجند: أخذوا أرزاقهم، والرزقة ما يعطونه دفعة واحدة.

(رس) : أصحاب الرس، قيل هو واد، قال الشاعر:

وهن لوادى الرس كاليد للفم

وأصل الرس الأثر القليل الموجود فى الشيء، يقال سمعت رسا من خبر، ورس الحديث فى نفسى، ووجد رسا من حمى، ورس الميت دفن وجعل أثرا بعد عين.

(رسخ) : رسوخ الشيء ثباته ثباتا متمكنا ورسخ الغدير نضب ماؤه ورسخ تحت الأرض والراسخ فى العلم المتحقق به الذي لا يعرضه شبهة.

فالراسخون فى العلم هم الموصوفون بقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وكذا قوله تعالى: لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ.

(رسل) : أصل الرسل الانبعاث على التؤدة ويقال: ناقة رسلة سهلة السير وإبل مراسيل منبعثة انبعاثا سهلا، ومنه الرسول المنبعث. وتصور منه تارة الرفق فقيل على رسلك إذا أمرته بالرفق، وتارة الانبعاث فاشتق منه الرسول، والرسول يقال تارة للقول المتحمل كقول الشاعر:

ألا أبلغ أبا حفص رسولا

وتارة لمتحمل القول والرسالة. والرسول يقال للواحد والجمع قال تعالى:

لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ-قُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ

وقال الشاعر:

ألكنى وخير الرسو ... ل أعلمهم بنواحي الخبر

وجمع الرسول رسل. ورسل اللَّه تارة يراد بها الملائكة وتارة يراد بها

<<  <  ج: ص:  >  >>