للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عبدِ اللَّه بنِ مسعود، عن أبيه، قال: قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نضَّر اللَّهُ عبدًا سمِع مقالَتي". فذكَر الحديث، وفيه: "ثلاثٌ لا يَغِلُّ عليهن قلبُ مسلم؛ إخلاصُ العمل للَّه، ومناصَحةُ المسلمين، ولزومُ جماعتِهم؛ فإنّ دعوتَهم تُحيطُ مِن ورائِهم".

هكذا قال: "ومُناصحةُ المسلمين (١) ". وإنما المحفوظُ في هذا الحديث خاصة: "ومُناصحةُ وُلاةِ المسلمين"، وإن كانت مُناصحةُ المسلمين قد ورَدت في غيرِ ما حديث.

حدَّثنا محمدُ بنُ خليفة، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ الحسين، قال (٢): حدَّثنا إبراهيمُ بنُ موسى الجَوْزيُّ، قال: حدَّثنا داودُ بنُ رُشيد، قال: حدَّثنا الوليدُ بنُ مسلم، عن ثورِ بنِ يزيد، عن خالدِ بنِ مَعدان، عن عبدِ الرحمن بنِ عمرٍو السُّلَميِّ وحُجْرٍ الكَلاعيِّ، قالا: دخَلنا على العِرباضِ بنِ سارية -وهو الذي نزل فيه: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} الآيةَ [التوبة: ٩٢]- وهو مريضٌ، فقلنا: إنّا جئناك زائرِين وعائدِين ومُقْتَبِسين، فقال عرباضٌ: إنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلَّى صلاةَ الغَداة، ثم أقبَل علينا، فوعَظنا


(١) الذي جاء في المطبوع من جامع الترمذي: "ومناصحة أئمة المسلمين"، وقد قال المصنف: إنّ اللفظ للترمذي.
(٢) يعني: أبا بكر محمد بن الحسين بن عبد اللَّه الآجُرِّي في الشريعة له (٨٦)، ومن طريقه أخرجه ابن بطّة في الإبانة الكبرى (١٤٢).
وأخرجه أحمد في المسند ٢٨/ ٣٧٥ (١٧١٤٥)، وأبو داود (٤٦٠٧)، وابن أبي عاصم في السُّنة (٣٢) و (٥٧)، وابن حبّان في صحيحه ١/ ١٧٨ (٥) من طريق الوليد بن مسلم، به. وهذا إسناد حسن، الوليد بن مسلم: هو القرشيّ، وإن كان يدلّس تدليس التسوية إلّا أنه صرّح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد عند أحمد وغيره فانتفت شُبهة تدليسه، وعبد الرحمن بن عمرو السّلمي صدوق حسن الحديث، فقد روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبّان في الثقات، وصحَّح الترمذيّ حديثه (٢٦٧٦)، وقد قُرن بحُجْر بن حُجْر الكَلاعي، وهو مجهول، تفرَّد بالرواية عنه خالد بن معدان، ولم يوثقه غير ابن حبّان، وينظر: تحرير التقريب (٣٩٦٦) و (١١٤٣).
ويُروى من وجوه عديدة عن خالد بن معدان، ينظر مسند أحمد (١٧١٤١ - ١٧١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>