"الباب السادس في" بيان "الناقص": قيل هو في استعمال علماء هذا الفن عبارة عما كان في آخره حرف علة، ويرد عليه اللفيف مقرونا كان أو مفروقا مثل طوى ووفى؛ لأنه يصح أن يقال ما كان في آخره حرف علة مع أنه لا يقال في استعمالهم إنه ناقص، فالأولى أن يقال ما كان في آخره حرف علة وكان غير لفيف "يقال له"؛ أي لما صدق عليه أنه "ناقص لنقصانه في الآخر" بسقوط حرف العلة من آخره حالة الجزم نحو لم يغزوا رم ولم يخش، وقيل لسقوط الحركة من آخره حالة الرفع نحو: يغرو ويرمي ويخشى، ولا يبعد أن يقال معنى قوله لنقصانه في الآخر لنقصانه من الحرف الصحيح في الآخر، كما يقال في الأجوف يقال له أجوف لخلو جوفه من الحرف الصحيح؛ يعني أنه لما كان لحرف العلة نقصان بالنسبة إلى الحرف الصحيح لعدم ثباتها على حالها؛ لأنها تارة تعل بالحذف نحو: قاض ورام، وتارة تحذف بالجزم نحو: لم يغز ولم يرم نزلوا وجودها منزلة عدمها فسموا ما كان في آخره حرف علة ناقصا، سواء ثبتت تلك الحروف أو سقطت، فإن قيل: فعلى ما ذكرتم من سبب تسمية الناقص ناقصا يلزم أن يسمى اللفيف ناقصا لنقصانه بسقوط حرف علة من آخره حالة الجزم وبسقوط الحركة حالة الرفع، ولذلك يقال حكم لام اللفيف كحكم لام الناقص لنقصانه من الحرف الصحيح في الآخر، أجيب بأن تسمية الشيء بالشيء لا تقتضي اختصاصه به، وهذا معنى قولهم: إن وجه التسمية لا يوجب الاطراد، وبهذا الجواب يندفع أيضا ما سيورد على قوله: "وذو الأربعة؛ لأنه يصير على أربعة أحرف في الإخبار عن نفسك" على صيغة الماضي "نحو رميت" من أن ما ذكرتم يقتضي أن يسمى الفعل الصحيح والمضاعف واللفيف بذوات الأربعة؛ لكون ماضيها على أربعة أحرف عند الإخبار عن نفسك نحو: ضربت ومددت وطويت، ووجه التخصيص بالإخبار ما مر في الأجوف "وهو"؛ أي الناقص يجيء من جميع الأبواب إلا أنه "لا يجيء من باب فعل يفعل" بكسر العين فيهما باستقراء كلامهم، ويجيء من الخمسة الباقية نحو: دعا يدعو ورمى يرمي ورعى يرعى ورضى يرضى وسرو يسرو "وتقول في إلحاق الضمائر"؛ أي في اتصال الضمائر المرفوعة مستكنة كانت أو بارزة "رمى رميا رموا إلى آخره"؛ أي رمت رمتا رمين رميت رميتما رميتم رميت رميتن رميت رمينا "أصله رمي" بفتح الياء "فقلبت الياء" فيه "ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها" فصار رمى "كما في قال" يعني كما يقلب حرف العلة في ماضي الأجوف الواو ألفا لتحركها