منذ بدأ القرآن في التنزيل وهو في تحد مباشر لخصوم دين الله الذين أغلقوا عقولهم دونه وأعلنوا الحرب على أتباعه. ولما كان أشد خصومه هم سادة قريش وكبراءها وكان المسلمون الأوائل على قلة في العدد والقوة فكان المتوقع -وفق مقاييس البشر وخبراتهم- أن تكون أوائل آيات لينة مع أولئك الخصوم والمعاندين طالما بقي ميزان القوى في غير صالح المسلمين.
لكن الأمر جاء على عكس ما يتوقعه البشر من الحكماء والمفكرين ...
لقد بدأت آياته قوية الحملة على الكافرين واستمرت كذلك حتى اكتمل الدين.
إنها قوية لأنها الحق المطلق الذي لا يعرف في مواجهة الباطل ولو أقل القليل من المهادنة أو المداهنة.
وهي قوية أبدًا لأنها كلام الله رب العالمين ...
لقد تنبأ القرآن -في ثانية سوره نزولًا- بمقتل الزعيم القرشي الوليد بن المغيرة بضربة حدد موقعها على أنفه، وذلك بعد أن فضح أصله وكشف سرائر نفسه، فقال مخاطبًا الرسول:
ثم مرت الأيام والشهور ونزل كلام الله يتوعد ذلك العتل القرشي بعذاب الآخرة الذي ينتظره جزاء موته على الكفر. وذلك بعد أن فضح خلجات نفسه وشكوكه وهواجسه بل وتقلصاته، فقال: