للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بعد هذه المقدمة عرض "موريس بوكاي" لأصل الكتاب المقدس وأسفاره ومواقف الكتاب المسيحيين تجاه الأخطاء العلمية في نصوص العهد القديم ودراستها النقدية. ثم تعرض للأناجيل ومصاردها وما وصفه بـ "تناقضات وأمور غير معقولة في الروايات".

ثم تحدث عن القرآن وصحة النص وتاريخ تحريره وجمعه ومقابلة المعطيات القرآنية عن الخلق وعلم الفلك، وعالم النبات وعالم الحيوان، والتناسل الإنساني، ثم قام بموازنة بين القرآن وكل من الأناجيل والعهد القديم والمعارف الحديثة -ثم انتهى من بحثه الطويل هذا إلى خاتمة أثبت بها خلاصة ما انتهى إليه.

وفي بدء حديثه عن "القرآن والعلم الحديث" قال:

"لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية. فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع، ومطابقة تمامًا للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نص كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنًا.

في البداية لم يكن لي أي إيمان بالإسلام. وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة. وإذا كان هناك تأثير ما قد مورس فهو بالتأكيد تأثير التعليم الذي تلقيته في شبابي حيث لم تكن الغالبية تتحدث عن المسلمين وإنما عن المحمديين لتأكيد الإشارة إلى أن المعني به دين أسسه رجل، وبالتالي فهو دين عديم القيمة تماما إزاء الله. وككثيرين كان يمكن أن أظل محتفظًا بتلك الأفكار الخاطئة عن الإسلام وهي على درجة من الانتشار بحيث إنني أدهش دائما حينما ألتقي خارج المتخصصين بمحدثين مستنيرين في هذه النقاط. أعترف إذن بأنني كنت جاهلًا قبل أن تعطى لي عن الإسلام صورة تختلف عن تلك التي تلقيناها في الغرب.

وعندما استطعت قياس المسافة التي تفصل واقع الإسلام عن الصورة التي اختلقناها عنه في بلادنا الغربية شعرت بالحاجة الملحة لتعلم اللغة العربية التي لم

<<  <   >  >>