للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الموضوعات ذات السمة العلمية في القرآن وأنه لا يتناقض موضوع ما من مواضيع القرآن العلمية مع وجهة النظر. وتلك هي النتيجة الأساسية التي تخرج بها دراستنا.

هذه التأملات حول الصفة المقبولة أو غير المقبولة علميًا لمقولة في كتاب مقدس تتطلب منا إيضاحا دقيقًا. إذ علينا أن نؤكد أننا عندما نتحدث هنا عن حقائق العلم فإننا نعني به كل ما قد ثبت منها بشكل نهائي؟ وأن هذا الاعتبار يقضي باستبعاد كل نظريات الشرح والتبرير التي قد تفيد في عصرنا لشرح ظاهرة ولكنها قد تلغي بعد ذلك تاركة المكان لنظريات أخرى أكثر ملاءمة للتطور العلمي. وإن ما أعنيه هنا هو تلك الأمور التي لا يمكن الرجوع عنها، والتي ثبتت بشكل كاف بحيث يمكن استخدامها دون خوف الوقوع في مخاطر الخطأ، حتى وإن يكن العلم قد أتى فيها بمعطيات غير كاملة تمامًا.

وعلى سبيل المثال فإننا نجهل التاريخ التقريبي لظهور الإنسان على الأرض، غير أنه قد اكتشفت آثار لأعمال بشرية نستطيع وضع تاريخها فيما قبل الألف العاشرة من التاريخ المسيحي دون أن يكون هناك أي مكان للشك. وعليه فإننا لا نستطيع علميًا قبول صحة نص سفر التكوين الذي يعطى إنسانًا. وتورايخ تحدد أصل الأنسان "خلق آدم" بحوالي ٣٧ قرنًا قبل المسيح. وبناء على ذلك فإن معطيات التوراة الخاصة بقدم الإنسان غير صحيحة.

قد قمت أولًا بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة. باحثًا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث. وكنت أعرف قبل هذه الدراسة وعن طريق الترجمات أن القرآن يذكر أنواعا كثيرة من الظاهرات الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة، وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم الحديث"١.


١ دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة: ص١١-١٣.

<<  <   >  >>