للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

غامضًا مبهمًا، وما كان فوق طاقة العقل إدراكه من قبل مصداقًا لقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} ١.

والكهرباء وما نشأ عنها من المخترعات قربت إلى العقل فهم إمكان تحول المادة إلى قوة وتحول القوة إلى مادة، وقد انتفع الدكتور هيكل بشيء من هذا في تقريب قصة الإسراء"٢.

واليوم يكتب شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود مقالًا عن "موقف الإسلام من الفن والعلم والفسلفة" فيقول:

"قد يتساءل إنسان عن نوعية العلم الذي يدعو إليه الإسلام ...

إن العلم الذي يدعو إليه الإسلام هو العلم بالطبيعة والأحياء، والكيمياء، والطب وغير ذلك من العلوم المادية، وهو بالضرورة أيضًا علم الدين، من تفسير، وحديث، وفقه.. وإن الآية الكريمة: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ٣ إنما وردت في معرض الحديث عن الكونيات المادية.

والله سبحانه وتعالى يقول: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ} وما من شك في أنه بمقدار تعمق الإنسان في الجانب العلمي على أساس من الإيمان وفي صدق وإخلاص تكون خشيته لله؛ إنه يرى من نواميس الكون، ومن الإتقان في الخلق، ومن الحكمة في التدبير ما يجعله يسجد لمبدع الكون ومنسقه.

وإن هؤلاء الذين يتصلون مثلًا بعلم التشريح من قرب أو يتخصصون فيه، يرون من الإحكام ومن الدقة الدقيقة في مختلف الأجهزة الجسمية، وفي


١ فصلت: ٥٣.
٢ الطبعة الثالثة عشر: ص١٥-١٦ دار المعارف بمصر.
٣ فاطر: ٢٨.

<<  <   >  >>