للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نعم ... إن الحديث عن معجزات الحوادث هو حديث عن الماضي الذي ولى وغاب، وهو حديث لا يقدم برهانا لإيمان المحدثين، لكنه يأتي نتيجة لإيمانهم الذي يبدأ حين يروا الآيات حاضرة بين أيديهم.

والآن ... ماذا نقرأ في القرآن الكريم:

يقول الحق تقريرًا عن الحاضر، الآن وكل آن:

{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ: ٦] .

ويقول الحق تقريرًا عن المستقبل وهو لم يزل بعد بظهر الغيب إلا أنه في زمن ما سيكون حاضرًا يعيشه الناس:

{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: ٥٣] .

{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [النمل: ٩٣] .

وبين ياء المضارع في كلمة "يرى" وسين المستقبل في كلمتي "سنريهم" و"سيريكم" نشهد آيات الله رأي العين ونتيقنها ملء العقل والبصيرة. ومن حقنا الآن أن نقول: إن معجزات يس هي معجزات كل العصور ومن بينها العصر الحديث. ولا علينا بعد ذلك إذا كتبناها هكذا: معجزات يس ... ثم لننظر الآن بعضًا من هذه المعجزات التي نكتفي بذكر ثلاثة أوجه منها فقط يستطيع الإنسان مشاهدتها في القرآن الكريم وهي: الإعجاز العلمي -التحدث بالغيب- ثم القرآن والكتب المقدسة السابقة- وفيما يلي عرض مجمل لكل من هذه الوجوه.

<<  <   >  >>