للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويقول المسلم: منذ ١٤ قرنًا أصيبت عين قتادة بن النعمان في غزوة أحد فسالت حدقته فردها محمد رسول الله إلى موضعها، فكان قتادة لا يدري أيها أصيبت إذ قد شفيت عينه تمامًا.

وذبح جابر بن عبد الله داجنا كانت في منزله وطبخها ثم حملها إلى رسول الله فأمره أن يدعوا الأنصار فأدخلهم عليه أرسالًا فأكلوا كلهم، وكان رسول الله يأمرهم أن يأكلوا ولا يكسروا عظمًا. ثم إنه جمع العظام في وسط الجفنة فوضع يده عليها ثم تكلم بكلام خفيض فإذا الشاة قد قامت تنفض أذنيها. فقال الرسول: "خذ شاتك يا جابر، بارك الله لك فيها".

إن دين الإسلام هو دين الله الحق.

إذا حدث ذلك وقدم الداعون أديانهم إلى الناس اعتمادا على تلك الحوادث فما هي النتيجة؟ إن النتيجة المؤكدة لذلك هي الرفض: رفض الدعوة والاستماع للداعين.

والحق أن هذا المشهد الذي تصورناه قد حدث شيء منه أمام كاتب هذه السطور، وكان ذلك في يوم سبت من شتاء عام ١٩٦٤ حين وقف قس مسيحي في أحد الشوارع القريبة من حديقة هايدبارك ومعه نسخة من الكتاب المقدس وسلم خشبي مزدوج اعتلاه وبدأ يقدم موعظة للسامعين تذكر بعض معجزات الحوادث وتردد أفكار بولس. فانبرى له من الحاضرين شاب إنجليزي جامعي، اشتبك معه في حوار ساخن وكان مما قاله الشاب: دع ما في الكتاب وحدثني عما تقدمه لي الآن.

إن ما في الكتاب شيء انتهى منذ زمان، أما اليوم فماذ تقول لي؟

وتدخل بعض الحاضرين في الحوار الذي لم يلبث أن تحول إلى معركة كلامية عنيفة بين البروتستانت والكاثوليك استخدمت فيها أقسى الشتائم والألفاظ الجارحة!

<<  <   >  >>