ما اصطلحنا على تسميته بمعجزات الحوادث. وما ذلك إلا لكونها أحداثًا شغلت حيزًا من المكان والزمان وكانت حجة على مواقعيها ومن كانوا شهودًا لها، ثم انقضى أمرها وصارت ماض يستطيع العقل البشري في مختلف العصور اللاحقة لعصرها أن يثير حولها من الشبهات والأضاليل ما يجعلها حجر عثرة في طريق الإيمان، بدلًا من أن تكون وسيلة تعين عليه.
وننتقل من الإجمال إلى التفصيل فنفرض أنه التقى مجموعة من الداعين إلى أديانهم في حديقة عامة -ولتكن حديقة هايدبارك بلندن- ثم قام كل منهم يعرض على جمع من الملاحدة دينه معتمدا أولًا وأخيرا على معجزات الحوادث- فماذ يقولون؟
يقول اليهودي: منذ ٣٣ قرنًا مضت وقف موسى وهارون أمام فرعون مصر "وطرح عصاه أمام فرعون وأمام عبيده فصارت ثعبانًا. فدعا فرعون أيضا الحكماء والسحرة.. طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصى ثعابين ولكن عصا موسى ابتلعت عصيهم".
ومنذ ٢٨ قرنًا أحيا إيليا ابن المرأة الأرملة حين صلى "إلى الرب وقال: يا رب إلهي لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه؟ فسمع الرب لصوت إيليا فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش".
إن دين اليهودية هو دين الله الحق!
ويقول المسيحي: منذ أكثر من ١٩ قرنًا قدموا للمسيح "مجانين كثيرين فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم".
وجاءه "واحد من رؤساء المجمع اسمه بايروس ... قائلًا: ابنتي الصغيرة على آخر نسمة. ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفى..فجاء إلى بيت رئيس المجمع.. وقال لهم: لم تمت الصبية لكنها نائمة.. وأمسك بيد الصبية وقال لها: طليثا قومي.. وللوقت قامت الصبية ومشت".