وحدثت ردة لكثير من تلاميذ المسيح ومريديه حين سمعوا بعض أحاديثه.
وفي هذا يقول الإنجيل:"قال كثيرون من تلاميذه إذ سمعوا أن هذا الكلام صعب: من يقدر أن يسمعه. فعلم يسوع في نفسه أن تلاميذه يتذمرون على هذا فقال لهم: أهذا يعثركم..!
من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه "ولم يبق معه إلا الاثنا عشر" فقال يسوع للاثنى عشر: ألعلكم أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا".
ولا ننسى ردة يهوذا الذي ائتمنه المسيح فجعله أمين سره وعينه أمينًا لصندوق الجماعة فقد "كان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقي فيه""يوحنا ١٢: ٦".
ثم تآمر على سيده، بيد أن خيانته ارتدت عليه فلقي جزاءه.
ليس عجيبًا -إذن- أن يرتد نفر عن الإيمان بالرسول في أعقاب حادث الإسراء الذي كان للرسول آية، وللمؤمنين به تمحيصا واختبارًا.
٢- وحين هاجر الرسول برفقة صاحبه أبي بكر من مكة إلى المدينة كان اتجاههما في أول الرحلة إلى الجنوب -في طريق اليمن- حتى تضل قريش وهي تقتفي أثرهما، وكان غار ثور أول محطة لهما.
لكن ذلك لم يثن قريشا عن ابتعاث فتيانها في كل اتجاه يطلبون الرسول حيًا أو ميتًا، وكان منهم من اقترب من ذلك الغار وهناك لقوا راعيًا سألوه فكان جوابه: قد يكونان بالغار ... وآنذاك شعر أبو بكر بالخطر يطبق عليهما فتصبب عرقًا وقال للرسول: لو نظر أحدهم تحت قدمية لرآنا. فأجابه الرسول:"يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما".
لقد ذهب أحد القرشيين يتسلق إلى الغار، ثم ما لبث أن عاد أدراجه.
ولما سأله أصحابه عن سبب نكوصه قال: إن عليه العنكبوت من قبل ميلاد محمد، وحمامتين وحشيتين بفم الغار، فعرفت أنه ليس فيه أحد -وهناك ارتد فتيان قريش خائبين.