لقد قضي الله -جلت حكمته- أن يعصم محمدا من الناس ويحفظه حتى يكمل الرسالة فقام جند الله ينفذون المشيئة الإلهية {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}[المدثر: ٣١] .
لقد عهد إلى الملائكة بإنجاح عملية الهجرة وتأمينها ضد كل محاولات الإحباط التي قد يقوم بها العدو، فنجحت العملية بأمر الله، سجل القرآن ذلك الحدث الخطير فقال مذكرًا المؤمنين:{إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: ٤٠] .
٣- بعث رسول الله رجلًا يستدعى له طاغية من فراعين العرب، فقال الرجل: يا رسول الله، إنه أعتى من ذلك، قال:"اذهب فادعه لي".
فذهب الرجل إلى الطاغية وقال له: يدعوك رسول الله.
قال: وما الله؟ أمن ذهب هو أو من فضة أو من نحاس؟ فرجع الداعية إلى رسول الله وقال له: قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك فقال لي: كذا وكذا.
فقال رسول الله:"ارجع إليه الثانية فادعه". فعاد الداعية إلى الطاغية فأعاد عليه هذا مثل الكلام الأول.
وتكرر ذلك الموقف للمرة الثالثة والطاغية يرفض الحضور عند رسول الله ويجادل هزؤًا واستخفافًا، وبينما هو يتحدث إلى الداعية ويزيد في المراء جاءت إليه سحابة حيال رأسه، فرعدت ووقعت منها صاعقة ذهبت بقحف رأسه.