للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الجليلة في الحضارة السبئية المشرقة، بل إن سد مأرب لو رأى سد جازان لاعتراه الخجل وانزوى في ركن من أركان الدنيا بعيدًا عن الأضواء، ليحتل هو مكان الصدارة في المنطقة العريقة، يقول الشاعر١:

ومضى البرق في ذرى الأمجاد ... فاشرأبت له القرى والبوادي

والمثيرات أقبلت تتهادى ... تملأ الأفق بالثقال الغوادي

تنفح المعصرات من عاطر الودق ... فيسري النسيم في الأجساد٢

واستهل الغمام باليمن والبشرى ... "لجازان" يرتوي كل صادي

لو رأى "سد مأرب" كيف ترسي ... عاتيات السدود بالأوتاد

لاعتراه من روعة الحسن طيف ... وانزوى في جوانب الإخلاد

وكأن الأيام قد لعبت دورًا ... أمالت أكفه سد عاد

لكن المرفق المثالي بجا ... زان سيبقى للقادم المرتاد

منجزات تبقى على معبر الدهر ... منارًا يضيء للأحفاد

أي "سد" حوى رحيقًا زلالًا ... ومعينًا شدا به كل حادي

سوف يبني لأمتي خير مجد ... سجلته من طارف وتلاد

فالسهول الفيحاء تمتد عرضًا ... وامتدادا إلى مناري "عكاد

تتهادى الرحاب تهتز فخرًا ... وابتهاجًا بفجرها الوقاد

تتراءى لها الجداول تجري ... بين أزهى حدائق الرواد

والمروج الخضرا تهدي عبيرًا ... فاح بالنشر في الربا والوهاد

والطيور المغردات تغني ... صادحات بأروع الإنشاد

نغمات بها البلابل تشدو ... في أفانين دوحها المياد

مكرمات يبقى لها الدهر ذكرًا ... خالدًا في محافل الأحفاد

وهكذا يمضي الشاعر في قصيدة طويلة اقتصر فيها على وصف السد وأثره على المنطقة.

وأما قصيدة "تحية بغداد ص٧٧، ٧٨" ألقاها الشاعر في مهرجان شعري في بغداد عام ١٣٨٤هـ، وقصيدة "رسالة العيد ص٧٩، ٨١"، وقصيدة "صيحة الجهاد ص٨٨، ٩٠" ألقيت في الحفل الكبير الذي أقيم "بمعهد نجران العلمي" عام ١٣٨٨هـ، ويحث فيها شباب الوطن على الجهاد في سبيل تحرير القدس، وقصيدة "بطولة وفداء


١ الألمعيات: ٦٧/ ٧١.
٢ الودق: قليل المطر وكثيره - المعصرات: السحابة التي تكاد أن تمطر

<<  <   >  >>