بإثمه، {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا}[النساء: ١١١] بالسارق، حكيما: حكم بالقطع على طعمة في السرقة.
قوله تعالى:{وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً}[النساء: ١١٢] قال الكلبي: لما نزلت هذه الآيات عرف قوم طعمة أنه الظالم فأقبلوا عليه، وقالوا: بؤ بالذنب، واتق الله، فقال: لا والذي يحلف به ما سرقها إلا اليهودي، فأنزل الله تعالى:{وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً}[النساء: ١١٢] ، يقول: بيمينه الكاذبة، أو إثما: يعني سرقه الدرع ورميه بها اليهودي، {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا}[النساء: ١١٢] برميه اليهودي البرئ، وإثما مبينا يعني: يمينه الكاذبة.
{طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}[النساء: ١١٣] يخطئوك في الحكم، وذلك: أنهم سألوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجادل عن طعمة ويرمي بسرقته اليهودي.
{وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ}[النساء: ١١٣] لأنهم يعملون عمل الضالين بتعاونهم على الإثم والعدوان، وشهادتهم بالزور والبهتان، {وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ}[النساء: ١١٣] لأن الضرر على من شهد بغير حق، ثم ذكر منَّته عليه، فقال:{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}[النساء: ١١٣] قال الزجاج: بين لك في كتابه ما فيه الحكمة التي لا يقع معها ضلال، {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ}[النساء: ١١٣] يعني: من أحكام الدين {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ}[النساء: ١١٣] بالنبوة والعصمة عظيما.