ذِكْرُ قَتْلِ طَاهِرِ بْنِ هِلَالِ بْنِ بَدْرٍ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَطْلَقَ شَمْسُ الدَّوْلَةِ بْنُ فَخْرِ الدَّوْلَةِ بْنِ بُوَيْهِ طَاهِرَ بْنَ هِلَالِ بْنِ بَدْرٍ، وَاسْتَحْلَفَهُ عَلَى الطَّاعَةِ لَهُ، وَاجْتَمَعَ مَعَهُ طَوَائِفُ فَقَوِيَ بِهِمْ. وَحَارَبَ أَبَا الشَّوْكِ فَهَزَمَهُ، وَقُتِلَ سَعْدِيٌّ أَخُو أَبِي الشَّوْكِ ثُمَّ انْهَزَمَ أَبُو الشَّوْكِ مِنْهُ مَرَّةً ثَانِيَةً، وَمَضَى مُنْهَزِمًا إِلَى حُلْوَانَ، وَبَذَلَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَزْيَدٍ الْأَسَدِيُّ الْمُعَاوَنَةَ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ مُعَاوَدَةُ الْحَرْبِ.
وَأَقَامَ طَاهِرٌ بِالنَّهْرَوَانِ، وَصَالَحَ أَبَا الشَّوْكِ، وَتَزَوَّجَ أُخْتَهُ، فَلَمَّا أَمَّنَهُ طَاهِرٌ وَثَبَ عَلَيْهِ أَبُو الشَّوْكِ فَقَتَلَهُ بِثَأْرِ أَخِيهِ سَعْدِيٍّ، وَحَمَلَهُ وَأَصْحَابُهُ فَدَفَنُوهُ بِمَشْهَدِ بَابِ التِّبْنِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
[الْوَفَيَاتُ]
فِيهَا تُوُفِّيَ الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ (مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الْحَسَنِ) ، صَاحِبُ الدِّيوَانِ الْمَشْهُورِ، وَشَهِدَ جِنَازَتَهُ النَّاسُ كَافَّةً، وَلَمْ يَشْهَدْهَا أَخُوهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى جِنَازَتِهِ، فَأَقَامَ بِالْمَشْهَدِ إِلَى أَنْ أَعَادَهُ الْوَزِيرُ فَخْرُ الْمُلْكِ إِلَى دَارِهِ، وَرَثَاهُ كَثِيرٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ مِنْهُمْ أَخُوهُ الْمُرْتَضَى، فَقَالَ:
يَا لِلرِّجَالِ لِفَجْعَةٍ جَذَمَتْ يَدِي
،
وَوَدِدْتُهَا ذَهَبَتْ عَلَيَّ بِرَاسِي ... مَا زِلْتُ آبَى وِرْدَهَا، حَتَّى أَتَتْ
فَحَسَوْتُهَا فِي بَعْضِ مَا أَنَا حَاسِي ... وَمَطَلْتُهَا زَمَنًا، فَلَمَّا صَمَّمَتْ
لَمْ يَثْنِهَا مَطْلِي، وَطُولُ مِكَاسِي ... لَا تُنْكِرُوا مِنْ فَيْضِ دَمْعِي عَبْرَةً
فَالدَّمْعُ خَيْرُ مُسَاعِدٍ وَمُؤَاسِ ... وَاهًا لِعُمْرِكَ مِنْ قَصِيرٍ طَاهِرٍ
وَلَرُبَّ عُمْرٍ طَالَ بِالْأَرْجَاسِ
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ الْعَبْدِيُّ النَّحْوِيُّ، مُصَنِّفُ " شَرْحِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute