للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخروج الدابة ونزول المسيح عيسى ابن مريم في آخر الزمان وأشباه ذلك، لقول الله عز وجل في سورة النمل: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (١) وقوله سبحانه: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} (٢) الآية من سورة الأنعام، وقوله سبحانه في سورة الأعراف: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (٣) والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وقد صح عن رسول الله في أحاديث ما يدل على أنه لا يعلم الغيب، منها ما ثبت في جوابه لجبريل لما سأله عن الساعة قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل (٤) » . ثم قال في خمس لا يعلمهن إلا الله وتلا قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} (٥) الآية من سورة لقمان، ومنها: أنه - عليه الصلاة والسلام - لما رمى أهل الإفك عائشة - رضي الله عنها - بالفاحشة لم يعلم براءتها إلا بنزول الوحي كما في سورة النور، ومنها: أنه لما ضاع عقد عائشة في بعض الغزوات لم يعلم - صلى الله عليه وسلم - مكانه وبعث جماعة في طلبه فلم يجدوه، فلما قام بعيرها وجدوه تحته. وهذا قليل من كثير من الأحاديث الواردة في هذا المعنى.

أما ما يظنه بعض الصوفية من علمه بالغيب وحضوره - صلى الله عليه وسلم - لديهم في أوقات احتفالهم بالمولد وغيره فهو شيء باطل لا أساس


(١) سورة النمل الآية ٦٥
(٢) سورة الأنعام الآية ٥٠
(٣) سورة الأعراف الآية ١٨٨
(٤) صحيح البخاري الإيمان (٥٠) ، صحيح مسلم الإيمان (١٠) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩١) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٦٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٤٢٦) .
(٥) سورة لقمان الآية ٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>