للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومواساة المحتاج منهم بالطريقة الحسنة وبالأسلوب المناسب.

ثم كرر سبحانه فقال: {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (١) أمر بعد أمر أكد فيه سبحانه وتعالى التقوى لما فيها من الخير العظيم، كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (٢) وسئل النبي عليه الصلاة والسلام: «أي الناس أكرم؟ قال: أتقاهم (٣) » .

فأتقى الناس لله هو أكرمهم عنده وأفضلهم عنده، من عرب وعجم، وأحرار وعبيد، ورجال ونساء، وجن وأنس، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام والأنبياء، ثم بعدهم الأفضل فالأفضل.

وقد قال تعالى: {يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (٤) ؛ لأن أولي الألباب - وهي العقول الصحيحة - هم الذين يعقلون عن الله، وهم الذين يفهمون مراده، وهم الذين يقدرون النصائح والأوامر، بخلاف فاقدي العقول فلا قيمة لهم، ومن أعرض عن الله وغفل عنه فليس من أولي الألباب، وإنما أولو الألباب المقبلون على الله، الراغبون في طاعته، الراغبون فيما ينفع


(١) سورة البقرة الآية ١٩٧
(٢) سورة الحجرات الآية ١٣
(٣) رواه البخاري في (أحاديث الأنبياء) باب قول الله تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا) برقم (٣٣٥٣) ، ومسلم في (الفضائل) باب من فضائل يوسف برقم (٢٣٧٨) .
(٤) سورة البقرة الآية ١٩٧

<<  <  ج: ص:  >  >>