للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتدبر، ويعمل به قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (١) وقال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٢)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم للناس يوم عرفة في حجة الوداع: «إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله (٣) » ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا: «إني تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي (٤) » يعني بهم زوجاته وقراباته من بني هاشم، يذكر الناس بالله في أهل بيته بأن يرفقوا بهم، وأن يحسنوا إليهم، ويكفوا الأذى عنهم، ويوصوهم بالحق، ويعطوهم حقوقهم ما داموا مستقيمين على دينه متبعين لشريعته عليه الصلاة والسلام، وصح «عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنه سئل عما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أوصى بكتاب الله (٥) » ، يعني أوصى بالقرآن، فالقرآن وصية الله ووصية رسوله عليه الصلاة والسلام فالله جل وعلا أوصانا بهذا الكتاب فقال: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} (٦)

فهذه وصيته وأمره سبحانه باتباع كتابه والتمسك به. وقال عز وجل: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (٧) الآية


(١) سورة إبراهيم الآية ١
(٢) سورة الأنعام الآية ١٥٥
(٣) رواه مسلم في الحج برقم ٢١٣٧، ورواه الترمذي في المناقب برقم ٣٧١٨.
(٤) رواه مسلم في فضائل الصحابة برقم ٤٤٢٥، ورواه أحمد في مسند الكوفيين برقم ١٨٤٦٤.
(٥) صحيح البخاري الوصايا (٢٧٤٠) ، صحيح مسلم الوصية (١٦٣٤) ، سنن الترمذي الوصايا (٢١١٩) ، سنن النسائي الوصايا (٣٦٢٠) ، سنن ابن ماجه الوصايا (٢٦٩٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٥٥) ، سنن الدارمي الوصايا (٣١٨٠) .
(٦) سورة الأنعام الآية ١٥٥
(٧) سورة الزمر الآية ٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>