للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة (١) » .

فالبدع من القوادح في الدين التي دون الكفر، إذا لم يكن فيها كفر، أما إذا كان في الاحتفال بالمولد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به وطلبه النصر صار شركا بالله، وكذا دعاؤهم: يا رسول الله انصرنا، المدد المدد يا رسول الله.. الغوث الغوث، أو اعتقادهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب أو غيره، كاعتقاد بعض الشيعة في علي والحسن والحسين أنهم يعلمون الغيب، كل هذا شرك وردة عن الدين، سواء كان في المولد أو في غير المولد.

ومثل هذا قول بعض الرافضة: إن أئمتهم الاثني عشر يعلمون الغيب، وهذا كفر وضلال وردة عن الإسلام؛ لقوله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (٢)

أما إذا كان الاحتفال بمجرد قراءة السيرة النبوية، وذكر ما جرى في مولده وغزواته، فهذا بدعة في الدين تنقصه ولكن لا تنقضه.

ومن البدع: ما يعتقده بعض الجهال في شهر صفر من أنه لا يسافر فيه، فيتشاءمون به (٣) ، وهذا جهل وضلال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة (٤) » متفق على صحته، وزاد مسلم: «ولا نوء ولا غول (٥) » ؛ لأن اعتقاد العدوى والطيرة والتعلق


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده (٤\١٢٦، ١٢٧) ، وأبو داود (٤٦٠٧) ، والترمذي (٢٦٧٦) ، وابن ماجه (٤٢) ، والحاكم (١\٩٥) وصححه من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه.
(٢) سورة النمل الآية ٦٥
(٣) انظر فتح الباري: (١٠\ ١٥٨، ١٥٩) .
(٤) صحيح البخاري الطب (٥٧٥٣) ، صحيح مسلم السلام (٢٢٢٥) ، سنن ابن ماجه الطب (٣٥٤٠) .
(٥) رواه البخاري في مواضع مختلفة في صحيحه، وبألفاظ عدة، منها (٥٧٧٤) كتاب الطب، باب (لا عدوى ولا طيرة) ، ورواه مسلم (٢٢٢١) أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>