للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو من جيراني أو من إخوتي من يأمرني بطاعة الله ومن يساعدني في الخير، لا تتكبر لا تقول: ما شأنك؟ أنت ولدي وتأمرني أو خادمي وتأمرني لا، اتق الله فإن طاعة الله واجبة على الجميع، فمن نصحك من أولادك أو من جيرانك أو من إخوانك أو من خدامك أو من غيره ونصيحتهم موافقة للشرع فقل: جزاك الله خيرا وبادر بالخير لا تتكبر، فالمؤمن يعظم أمر الله ويقبل الحق ممن جاء به ولا يتعالى ولو كان من جاء به أقل من يقول الله سبحانه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (١) فلو كان الناصح تلميذ من تلاميذ الشيخ فلا يرد الحق من التلميذ إذا صار التلميذ قد وفق لأمر خفي على الشيخ فإن الإنصاف يقتضي قبوله وهذه هي التقوى وهذا من التفقه في الدين لأن الدين يأمر بقبول الحق ممن جاء به من رجل أو امرأة من ولدك أو من أخيك الصغير من جارك أو من خادمك بدون تفرقة، فمن عرف الحق فليرشد إليه بالدليل، ومن بلغه ذلك فعليه السمع والطاعة لأن الدليل فوق الجميع ما لأحد فيه كلام لأن الله يقول وقوله الحق: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (٢)

فيجب عليك أن تخضع للحق ممن جاء به من جن أو إنس، فمتى عرفت الحق فاقبله بالدليل ولا تقل: جاء به فلان بل عليك أن تقبل الحق لأن الحق فوق الجميع الحق ضالة المؤمن، وحاسب نفسك أنت يا عبد الله، حاسب نفسك وجماعتك التي أنت تنتسب إليهم حاسبهم وانظر فيما دعوك إليه فإن كان


(١) سورة الحجرات الآية ١٣
(٢) سورة النساء الآية ٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>