للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (١) ثم وعدهم سبحانه بالنجاة والسعادة والفلاح فقال سبحانه: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (٢)

فالمفلحون هم أتباعه عليه الصلاة والسلام المتمسكون بشريعته والمستقيمون على دينه - ومما تقدم تعلم أن أهم الواجبات وأهم الفرائض هو أن تعبد الله وحده بهذه العبادة التي خلقك الله لها وأمرك بها في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٣) وفي قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} (٤) فأنت ما خلقت لتأكل وتشرب ما خلقت لبناء القصور أو غرس الأشجار أو شق الأنهار أو النكاح ونحو ذلك لا، فأنت مخلوق لتعبد ربك وأنت مخلوق لتستقيم على طاعته وتتابع رسوله عليه الصلاة والسلام، فعليك أن تستقيم على طاعته سبحانه وأن تتبع رسوله صلى الله عليه وسلم فأنت مخلوق لهذا، وكل ما في الأرض خلق لك لتستعين به على طاعة الله وترك معاصيه، ولم يخلق لك لتستعين به على شهواتك كما قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (٥)

وقال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} (٦) فلم تخلق سدى ولا عبثا قال تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} (٧) أي: أيظن


(١) سورة الأنبياء الآية ١٠٧
(٢) سورة الأعراف الآية ١٥٧
(٣) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٤) سورة البقرة الآية ٢١
(٥) سورة البقرة الآية ٢٩
(٦) سورة الجاثية الآية ١٣
(٧) سورة القيامة الآية ٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>