للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا هو البر، كلمات لها معاني من حيث اللغة ترجع إلى شيء واحد وهو أن ذلك هو دين الله فهو الإسلام وهو الهدى وهو التقوى وهو البر وهو الإيمان وهو العبادة لله وحده وهذه المعاني كلها واضحة فهو عبادة لأنه خضوع لله وإسلام، لأنه ذل وانقياد لله وتقوى لأن العبد يتقي بذلك غضب الله، وإيمان لأنه تصديق بكل ما أخبر الله به ورسوله وهدى لأن الله هدى به العباد إلى الخير والصلاح وبر لأنه كله خير وكله سبب للسعادة ولهذا قال جل وعلا: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} (١) وقال تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (٢) لأن المتقين هم المسلمون هم المؤمنون وهم الذين عبدوا الله وحققوا معنى قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٣)

وذلك لتقواهم لله وقيامهم بحقه وإخلاصهم له وإيمانهم بأنه معبودهم الحق وإيمانهم برسوله محمد عليه الصلاة والسلام وإيمانهم بكل ما أخبر الله به ورسوله في كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الأمين عليه الصلاة والسلام فلا يتم إسلام ولا إيمان إلا بهذا ولا بد من شهادة أن لا إله إلا الله وأنه لا معبود حق إلا الله وأن جميع ما يعبده الناس من دون الله كله باطل قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (٤)

ولا بد من الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله عما كان وعما يكون وعن الرسل الماضين وعن الجنة والنار وعن أخبار القيامة وعن الحساب


(١) سورة الطور الآية ١٧
(٢) سورة القلم الآية ٣٤
(٣) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٤) سورة الحج الآية ٦٢

<<  <  ج: ص:  >  >>