للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوجب على المؤمن التثبت والحذر من خطر اللسان وشدة الغيرة.

والمقصود أن الشاب والشيخ وغيرهما كلهم عليهم واجب إنكار المنكر لكن بالرفق والحكمة والتقيد بنصوص الشرع، فلا يزيدون على الحد الشرعي فيكونون غلاة كالخوارج والمعتزلة ومن سلك سبيلهم ولا ينقصون فيكونون جفاة متساهلين بأمر الله. ولكن يتحرون الوسط في كلامهم وإنكارهم وتحريهم للأسباب التي تجعل قولهم مقبولا ومؤثرا، ويبتعدون عن الوسائل التي قد تنفر من قبول قولهم ولا ينتفع بهم المجتمع؛ لقول الله عز وجل: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (١) الآية. وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه (٢) » .

وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه (٣) » . رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها.


(١) سورة آل عمران الآية ١٥٩
(٢) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٥٩٤) ، سنن أبو داود الأدب (٤٨٠٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/١٢٥) .
(٣) صحيح مسلم الإمارة (١٨٢٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>