للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والذود من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر (١) هذا قول الأصمعي (٢)، وأما قول أبي عبيد إن الذود ما بين الاثنين إلى التسع، ويختص بالإناث دون الذكور (٣)، فلا يفسَّر به المذكور في الكتاب؛ لأنه عام للذكور والإناث. قوله (٤) "استيقت" هو بتاء مثناة من فوق مكسورة، ثم ياء مثناة من تحت ساكنة أي سيقت فعل ما لم يسم فاعله، يقال: ساقها، واستاقها فاعلمه فإنه يصحف. ثم إن كلامه فيه نقص، وإتمامه بأن يقول: ذوداً ذوداً كلما شرب ذود يجيء إلى موضع حتى إذا شربت الأذواد كلها ساقوها، فذلك الموضع هو العطن. وقد أفصح شيخه (٥)، وغيره (٦) عن ذلك، وذكر الأزهري الإمام في علم (٧) اللغة في صفة العطن: "أن الإبل تجيء إليه إذا شربت الشربة الأولى، وتترك فيه حتى تعاد إلى الماء وتشرب شربة ثانية، ثم تساق، وهذا إنما يفعل في الصيف" (٨)، والله أعلم.

قوله: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الإبل: إنها جنٌّ خلقت من جنٍّ ... إلى آخره" (٩) هذا رواه الشافعي - رضي الله عنه - (١٠) عن إبراهيم بن أبي يحيى في حديث عبد الله بن مُغَفَّل


(١) في (أ): العشرة، وهو لا يصح؛ لأن لفظ الذود مؤنث.
(٢) انظر النقل عنه في: تاج العروس ٢/ ٣٤٧.
(٣) لم أقف عليه في كتابه غريب الحديث بعد البحث، والنقل عنه في النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ٢/ ١٧١.
(٤) في (أ) و (ب): وقوله.
(٥) انظر: نهاية المطلب ٢/ ل ١٣١/ ب.
(٦) وقد ذكره الشافعي في الأم ١/ ١٨٩، ومختصر المزني ص: ٢٣، وذكره الماوردي في الحاوي ٢/ ٢٦٩.
(٧) سقط من (ب).
(٨) انظر: الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي ص: ٧١.
(٩) الوسيط ٢/ ٦٤٩.
(١٠) انظر: الأم ١/ ١٨٨، المسند ص: ٣٦٠.