للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن أبي انظروا كيف، أرد هؤلاء السفهاء عنكم، فأخذ بيد أبي بكر الصديق فقال: مرحبا بالصديق سيد بني تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار والباذل نفسه وماله لرسول الله١، ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحبا بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد علي فقال: مرحبا بابن عم رسول الله وختنه وسيد بني هاشم ما خلا رسول الله٢، ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيرا فرجع المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فأنزل الله هذه الآية.

قلت: الكلبي والراوي عنه تقدم وصف حالهما وآثار الوضع لائحة على هذا الكلام٣، وسورة البقرة نزلت في أوائل ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كما ذكره ابن إسحاق٤ وغيره وعلي إنما تزوج فاطمة رضي الله عنهما في السنة الثانية من


١ الكلمتان ليستا في الواحدي، وهما في "لباب النقول" مما يدل على وجودهما فيه إذ نقل السيوطي عنه.
٢ زاد أبو حيان في "البحر" "١/ ٧٤" و"الخازن في لباب التأويل" "١/ ٢٨" عبارة هي أن عليًا وبخه وقال له لا تنافق فقال: ألي تقول هذا؟ والله إن إيماننا كإيمانكم، وفي "تفسير مقاتل" "ص٢٣" أن الذي وبخه: عمر بن الخطاب.
٣ ونقل نقد النص عنه الشيخ عبد الرءوف المناوي في "الفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسير القاضي البيضاوي" "١/ ١٤٥" في الفقرة "٣٧".
ويؤخذ على المحقق أحمد مجتبى بن نذير سالم السلفي أنه لم يدرج كتاب ابن حجر هذا في مصادر المناوي "١/ ٧٠-٧٥": وهذا الخبر أورده السيوطي في "الدر المنثور" "١/ ٣١" وفي "لباب النقول في أسباب النزول" "ص١٧-١٨" وقال: "هذا الإسناد واهٍ جدًّا فإن السدي الصغير كذاب وكذا الكلبي، وأبو صالح ضعيف".
٤ قال ابن إسحاق وهو يتحدث عن اليهود والمنافقين بعد حديث الهجرة بقليل: "ففي هؤلاء من أحبار يهود، والمنافقين من الأوس والخزرج، نزل صدر سورة البقرة إلى المائة منها -فيما بلغني- والله أعلم ثم مضى يفصل في ذلك انظر سيرة ابن هشام "١/ ٥٣٠" فما بعدها ففي نقل ابن حجر تجوز.

<<  <  ج: ص:  >  >>