للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النساء الصبيان١.

وقال مقاتل٢: أرادوا بها قوما من الصحابة بأعيانهم وهم سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وأبو لبابة٣. وقيل: بل عبد الله بن سلام ومن آمن من اليهود

٨- قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا} .

أسند الواحدي٤ من طريق محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه، وذلك


١ لم أجد شيئًا من ذلك في تفاسير الطبري وابن أبي حاتم وابن كثير في هذا الموضع لكن ذكر ابن كثير قول الحسن هذا في تفسير قوله تعالى في سورة النساء: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم} انظر التفسير "١/ ٤٥٢" فتفسير السفهاء هنا بالنساء والصبيان من باب توحيد المراد باللفظ، وحصر المراد بذلك هنا غير سديد، وجميل قول ابن جرير في تفسير آية البقرة: "والسفيه: الجاهل، الضعيف الرأي، القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار، ولذلك سمى الله عز وجل النساء والصبيان سفهاء فقال تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُم} فقال عامة أهل التأويل: هم النساء والصبيان لضعف آرائهم، وقلة معرفتهم بمواضع المصالح والمضار التي تصرف إليها الأموال" انظر "١/ ٢٩٣".
٢ "١/ ٢٤" وما نقله ابن حجر مختلف تمامًا عما هو في التفسير المطبوع والذي فيه أن قوله تعالى: {إِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا} نزلت في منذر بن معاذ وأبي لبابة ومعاذ وأسيد قالوا لليهود: صدقوا بمحمد أنه نبي كما صدق به عبد الله بن سلام وأصحابه. فقالت اليهود "قالوا أنؤمن" يعني نصدق "كما أمن السفهاء" يعني الجهال، يعنون عبد الله بن سلام وأصحابه ... ".
وظاهر أن مقاتل أراد بيان الدعاة إلى الإيمان لا أن اليهود سموهم سفهاء.
هذا، وما أرى قوله: "منذر بن معاذ" إلا تصحيفًا ولا وجود لصحابي بهذا الاسم في "الإصابة" فالصواب: سعد بن معاذ.
٣ انظر تراجمهم في "الإصابة" للمؤلف، الأول في "٢/ ٣٧" برقم "٣٢٠٤"، والثاني في "١/ ٤٩" برقم: "١٨٥"، والثالث -وقد اختلف في اسمه- في "٤/ ١٨٦" برقم "٩٨١" من تسلسل باب الكنى.
"٤ "ص٢٠" ومن قبله الثعلبي. انظر "لباب النقول" للسيوطي "ص١٧" ومن بعده الزمخشري في "الكشاف" "١/ ١٨٤" دون سند، والخبر في "تفسير مقاتل بن سليمان" "ص٢٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>