للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو طالب عام المجاعة لم يجد ... سوى صنوه العبّاس في الخطب من ظهر

وكانت متى يغضب إلى السيف يعتضد ... برأي أخٍ ثبت العزيمة في الذكر

/١١١ ب/ فمولاكم مولاهم وأبوكم ... أبوهم وبرّ الأهل يفسح في العمر

وأنت عليم بالذي كان واشجًا ... من الودّ بين السّبط والسّبط والحبر

فلو تنطق الزهراء اثنت وخبّرت ... أباها بما قدّمت من صالح الذّخر

وأرضيت ربّ الناس والناس فاغتدى ... بنانك مملوءاً من الأجر والشكر

فلا برحت راياتك السود تهزو الـ ... ـجنود بنصرٍ أيّدٍ يا أبا نصر

وكتب إليه النقيب الطاهر قطب الدين بن الأقساسي جزءاً من شعره، لتأمله، وكتب على ظهره: [من الكامل]

لا غرو إن فقت الأنام فصاحةً ... وأبوك أفصح ناطق بالضاد

منع القريض صيانةً لمقامه ... ورزقت منه قلائد الأجياد

فكلاكما ذو معجز لكنّك التالى له وهو النبيّ الهادي

طبع يفيض بلاغةً وفصاحةً ... فيض الأتي إلى قرار الوداي

يدنو فيهزأ بالوليد وتارةً ... يعلو فيسخر من قريض زياد

. لجرجرة الفنيق إذا رغا ... وصل الشّقاشق منه بالإزباد

/١١٢ أ/ لا غاض هذا البحر منك ولا خبت ... جمرات هذا الخطاب الوقّاد

وإذا ذوى عود البيان فلا ذوى ... من دوح فضلك أنضر الأعواد

وبقيت محسوداً على درك العلا ... فمن السعادة كثرة الحسّاد

فكتب النقيب الجواب: [من الكامل]

عبد الحميد جزيت عنّي خير ما ... يجزى صديقٌ حافظٌ لوداد

وبلغت في الحساد أنهى ما يرى ... ذو نعمة في الكبت للحسّاد

حزت الخلال الصالحات بأسرها ... من عفّةً ونزاهة وسداد

وجمعت أشتات العلوم مغبّراً ... من شأوهاً في وجه كلّ جواد

ورأيت ما أصّلت عمراً ثانياً ... والبذور يبقى بعد كلّ حصاد

وكذا الَّذي تسمو به همّاته ... حتى يكون فتى من الأمجاد

قد كنت لا أبدي القريض مراقباً ... خللاً يعدّده ذوو الإنشاد

<<  <  ج: ص:  >  >>