ولإنّي بما أثني عليك كجاعل ... مثالاً لنور الشّمس من نور نبراس
فلا برحت حسّاد نعماك مثلها ... فليس لهم آسٍ وليس لها ناسي
وكتب إلى عماد الدين بن الدامغاني –قاضي القضاة- في أيام ولايته قصيدة نظمها ولم يبلغ الحلم أوّلها": [من الخفيف]
عارضٌ عنّ في الهواء طخاء ... فرّقته الرياح فهو جفاء
فسقته أيدي الشّمال فلا ينـ ... ـظر منه في الأفق إلاّ عماء
ثمّ ساقت منه الجنوب ركاماً ... مكفهراً يضيق عنه الفضاء
فهو جونٌ تظنّ في كلّ أفقٍ ... من نواحيه ظلمةٌ حمّاء
وتدلّت دون السماء سما مثلها بيد أنّها سوداء
واستطارت به البروق ففي كـ ... ـل مكان من ضزئها لألاء
وتداعت به الرعود فلا يسـ ... ـمع إلاّ الأصّوات والضّوضاء
/١١٠ أ/ ثمّ درّت أخلافه فكأنّ الـ ... ـجوّ نارٌ وأرضه دأماء
فأعالي الجبال ماءٌ وتحت الـ ... ـأرض ماءٌ وظاهر الأرض ماء
فهو يحكي قاضي القضاة عماد الـ ... ـدين إذ أحدقت به اللأواء
وبعيدٌ ما بين .... في الجو هذا ضحكٌ وذاك بكاء
وكتب إلى بعض الأصدقاء العلويين بالمدائن: [من الكامل]
الجسم مضنّى والوداد صحيح ... والقلب يضمر والدّموع تبوح
والنار في كبدي تشبّ فادمعي ... كالجمر في ماء الخدود تلوح
راع الفؤاد زقاء طير هاتف ... ووميض برق بالعقيق يلوح
يأبن الأراكة هل بعينك جمرّةٌ ... من اضلعي تغدوا بها وتروح
يا بعد ما بيني وبينك في الهوى ... أنا نائحٌ باك وأنت صدوح
لو كنت تضمر بعض ما أكننته ... لذوت فروع البّان حين تنوح
أهوى وتهوى هاجراً ومواصلاً ... وشحيح حبِّ الهاجرين بريح
يا باخلاً عن قدرةٍ بكلامه ... إنّ الشحيح بنطقه لشحيح