مصنّفه أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد الكريم الكاتب الجزري، وذكر أغاليطه وخطأه في مواضع أخذها عليه في تفسير شعر، ونقد معان وغير ذلك.
وكان قد ولي في الأيام الناصرية مشرفاً بأعمال طريق خراسان، وبقي إلى الأيام الظاهرية، ثم صار في الدولة المستنصرية كاتباً في الديوان العزيز، ثم انتقل من ذلك، ورتّب كاتباً في المخزن لمحروس، ودار التشريفات، وهو اليوم يتولّى الإشراف بأعمال السواد.
أنشدني الشيخ أبو محمد عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد المدائني، ما كتبه إلى القاضي أبي صالح نصر بن عبد الرازق بن عبد القادر الجيلي: /١٠٩ أ/ في أيام ولايته قاضي القضاة: [من الطويل]
أبا صالح ما أدّعي لك سؤدداً ... فيطعن في دعواي حيٌ من الناس
فلو اجمعوا في الدّين إجماعهم على ... كمالك أغفو من شكوك ووسواس
وقار أبي بكرٍ وأحكام حيدر ... وصدق أبي ذرٍّ وفتيا ابن عبّاس
ألا لا تقل كان ابن معروف قبله ... وقام شريحٌ أو إياسٌ بقسطاس
فإنهم كانوا هضاباً منيعةً ... وذا العلم المشهور والجبل الرّاسي
إذا ذكروا كانوا كجثمان سؤددا ... وذا الرّاس للجثمان والعين للرّاس
فلو أن دستا ينبت النّور زخرفت ... دست عماد الدين بالورد والآس
عتبت على الأيام فينا فاعتبت ... وليّنت من قلب الزّمان لنا القاسي
وقوّيت من آمالنا فكّانما ... نصرت لنا جيش الرّجاء على الياس
فلو كنت في أيام يكر بن وائلٍ ... لأخمدت ناراً شبّها جزم جسّاس
وهيبة تقوّى قمّصتك شعارها ... تضاءل فيها كلّ أغلب معّاس
...... كانت صروف زماننا ... فمذ قمت فهو الصّاغر الرّاغم الـ ..
فضلت الورى بالعلم والحلم والتّقى ... وبذل النّدى والعزم والحزم والباس
فاحبطت مدح المادحين ولو أتوا ... بجرول يطري آل لأي بن شمّاس
/١٠٩ ب/ ولو لم يقل جدّي الَّذي تعرفونه ... عرفنا عقار الدّنّ بالخمر والكاس
أتى رجبٌ يحيك نسكًا وعفّةً ... وأين من الدّيباج سربال كرباس
وهيهات منّا حصر أوصافك التي ... تعجز عدّا واضعي قاطغر ياسي