فما للرِّماح السُّمر مشرعة القنا ... وما للصِّفاح البيض مرهفة الحدِّ
أمن بعد فقدان العزيز محمَّدٍ ... تدور رحى حرب على صافنٍ نهد
إذا عطِّلت من بعده حومة الوغى ... فما تصنع الفرسان بالقضب والملد
لقد جلَّ هذا الرُّزء عن وصف واصفٍ ... كما كلَّ عن إدراكه حدُّ ذي حدِّ
سقى جدثًا ضمَّ المكارم تربه ... ولحدًا حوى تلك المناقب من لحد
مواطر دمع ما تزال يمدُّها ... سحائب تحدوها مواسم من وجد
فللَّه ما أذكى ثراه كأنَّما ... تنفَّس في روض المراحمٍ عن ندِّ
/٢٣١ أ/ لئن أظلمت دنيا العفاة لفقده ... فقد أشرقت من وجهه جنِّة الخلد
عليك سلام الله يا خير مالكٍ ... مصحوب سوى حلَّة الحمد
[١٣٢]
أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر بن المعلَّى، أبو جعفرٍ المعافريُّ.
من أهل مالقة- إحدى مدن الأندلس.
شاب أشقر خفيف العارضين، مقرون الحاجبين.
حفظ القرآن العزيز، وشدا طرفًا من العلم، فيه ذكاء وفطنة، وعنده حدّة في مزاجه إذا بحث وناظر مع الفقهاء يكاد يخاصم الذي يخاطبه في شيء ما.
لقيته بحلب؛ وهو يتردد إلى المدرسة النورية المنسوبة إلى بني أبي عصرون، وبها كان له جامكية يتناولها.
أنشدني لنفسه في الشيخ شهاب الدين أبي العباس عبد السلام بن المطهر بن عبد الله بن أبي عصرون يهنئه بخلاص ولديه من الاعتقال: [من الكامل]
يا خير معتمد وأفضل سيِّد ... ومن السُّعود بسعده قد أسعدا
يا نخبة الإسلام يا خير الورى ... أصبحت للدين القويم مشيِّدا