خليليِّ ما بال النسيم معطّرًا ... أجاور نجدًا أم أضاعته حاجر
ولا تعجبا إنِّي ..... فإنَّني ... شممت الشَّذأ إذ مرَّ بي وهو خاطر
تضمَّن نشر المالكيَّة طيَّه ... وما آفة الأسرار إلَّا النَّواشر
نشدتكما هل بعد عزَّة أعشبت ... عراص الحمى أم روَّض الجزع ماطر
وهل عذبات البان صوَّحن بعدها ... لعظم الأسى أم هنَّ لدنٌ نواضر
إذا أومض البرق اليمانيُّ شمته ... برجع جفونٍ لحظها متخازر
أردِّد فيه الطَّرف حتَّى كأنَّني ... إلى ضوء ثغر المالكيَّة ناظر
ترى تسمح الأيَّام يومًا بزورة ... فينعم مهجورًا ويُنعم هاجر
/٢٢٩ ب/ لئن نزحت ذات الوشاحين فالجوى ... مقيمٌ بقلب رسم مغناه كاثر
تولَّت ولمَّا يقض منها لبانةً ... أخو أسفٍ يلقى النَّوى وهو صابر
يحنُّ اشتياقًا إن تألَّق بارقٌ ... باعلام حزوى أو ترنَّم طائر
غريبٌ ثوى بالشَّام كرهًا وقلبه ... إلى الشَّرق في إثر الظَّعائن سائر
يمنَّى بطيف المالكيَّة جفنه وكيف يزور الطَّيف والطَّرفُ ساهر
وركبٍ كأمثال السِّهام تقلُّهم ... نواصل آمال الحنايا ضوامر
ترام جنابًا كاملّيًا معظَّمًا ... لهيبته ترتدُّ عنه النَّواظر
إلى ظلِّ سلطان لعزِّ جلاله ... وسطوته تعنو الملوك الجبابر
إلى الكامل الملك الَّذي بحر جوده ... لورَّاده عذب المذاقة وافر
هو المخصب الأكناف والعامُ مجدبٌ ... ومخجل فيض السُّحب والنُّوء هاجر
لميت النَّدى والحلم والعلم منشرٌ ... وللعدل في كلِّ البسيطة ناشر
كتائبه أنصار دين محمَّد ... فطوبى لمن أضحى إليه يهاجر
لقد خذل الباغين منصور جيشه ... ولكنَّه للدِّين في الله ناصر
فردَّ وجوه القوم سودًا ببيضه ... فعاد بإفراط الصَّغار الأكابر
وفي سمره حمر المنايا فمن سطا ... ثعالبها تخشى اللُّيوث الخوادر
/٢٣٠ أ/ ولم يلقه الأعداء إلا لعلمهم ... بما يقتضيه حلمه وهو قادر
يسيء اليهم بأسه وهو غائبٌ ... ويحسن فيهم عفوه وهو حاضر
ويربي على الطَّود الأشمِّ وقاره ... وقد سئمت ضرب الرِّقاب البواتر