للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/٢٢٨ ب/ شاب من أحداث الإربليين. كانت ولادته- على ما أخبرني به من لفظه- يوم الخميس حادي عشر ربيع الآخر سنة ثماني وستمائة بإربل بالمدرسة المظفرية. وهو من بيت فقه وعلم.

وخرج عن إربل سنة ستٍّ وعشرين وستمائة طالبًا بلاد الشام، فنزل حلب وسكن المدرسة التي أنشأها القاضي بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم الموصلي الأسدي.

وقرأ صدرًا صالحًا من فقه الإمام الشافعي- رضي الله عنه- على الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن باشي بن الخبَّاز الموصلي، وتميّز فيما قرأ عليه. وقرأ طرفًا من النحو على أبي البقاء يعيش بن علي بن الحلبي النحوي.

وحفظ جملة من الأشعار الرقيقة، وقال شعرًا حسنًا، وسمع بإربل في حال صغره مسند البخاري على أبي جعفر محمد بن هبة بن المكرم الصوفي بروايته عن أبي الوقت السجزي؛ وغير ذلك من الأحاديث النبوية.

ورحل إلى دمشق في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وامتدح السلطان الملك الكامل ناصر الدين أبا المعالي محمد بن محمد بن أيوب بن شاذي /٢٢٩ أ/- خلّد الله سلطانه- بهذه القصيدة الرائية، وأنشدنيها بحلب في المدرسة القاضوية البهائية في شهر جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وستمائة. وبعد ذلك شخص إلى الديار المصرية؛ وهو مقيم بها. وكانت أخباره ترد إلى حلب بكل ما يسرّ القلب- بحمد الله تعالى-:

[من الطويل]

هوًى بين أحناء الضُّلوع مخامر ... وفرط غرام أضمرته السَّرائر

ومشرع حبٍّ كلَّما قلت قد صفت ... موارده أبدت قذاه المصادر

<<  <  ج: ص:  >  >>