للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خليليَّ كفَّا ليس عذلي ينافع ... وهيهات يصغى في الملامة مغرم

ولا تعذلا ما كان أشهى لسمعه ... أحاديث تروى في المحبَّة عنهم

فها رجبٌ سمعي وصبري لبينهم ... غدا صفرًا والنُّوم عنِّي محرَّم

فيا مالكي في القلب منك نويرةٌ ... وفي جفن عيني من هواكم متمِّم

وأنشدني لنفسه أيضًا عزلًا: [من الطويل]

أفي الفتك أمضى لحظة أم مهنَّد ... حسامٌ غدا في العاشقين يجرَّد

/٢٣٢ أ/ وغصن النَّقا فوق الكثيب إخاله ... وشمس الضُّحى أم وجهه يتوقَّد

أحاط عليه مقفلٌ من عذاره ... عجبت له، أنَّى له وهو أغيد؟

وأعجب منه قاتلي وهو آمنٌ ... على نفسه والخدُّ منه مزرَّد

حكى مدمعي في الخِّد رقَّة خدِّه ... ولكنَّه من لونه يتورَّد

وثغرًا له في فيه أضحى منضَّدًا ... فمن أجله دمعي عليه مبدَّد

رنا فسقى من لحظة الخمر صحبه ... فأعجب به صاح علىَّ يعربد

نظلُّ سكارى لا نفيق من الهوى ... إذا ما انقضى سكرٌ لنا يتجدَّد

تخيلته في خاطري فرأيته ... فمن عظم إجلالي له ظلت أسجد

فكم حاسد أو عاذل عاد عاذرًا ... إذا ما رأى الحسن الَّذي فيه أحسد

يروم صلاحي بالملا وما درى ... إلى العذل عنه في الحبَّة يفسد

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الكامل]

ذكر الحبيب لدى الكئيب شجون ... وكذا الملام لدى الغرام جنون

مثل النَّسيم يزيد نيران الغضا ... لهبًا ويظهر ما بهنًّ دفين

ظبيٌ رأى قلتي بلحظ عيونه ... أثَّرن في قلبي فهنَّ عيون

/٢٣٢ ب/ لو لم تكن قضبًا تريق دماءنا ... ما قيل أغطية اللَّحاظ جفون

لا تحسبن خالًا يلوح بخدِّه ... لكنَّ إثمي للأنام يبين

<<  <  ج: ص:  >  >>